فن الخزف 1
صفحة 1 من اصل 1
فن الخزف 1
فن الخزف
يعتبر الفخار فنا جميلا ومثيرا ، وعلما قائما بذاته ، له نظرياته وتطبيقاته العلمية ، كما أنه يعتبر صناعة عريقة ذات تقنية دقيقة وعالية لما أضافت عليها الحضارات التي مرت عبر العصور التاريخية القديمة والحديثة .
وقد كان الفخار ، قديما ، يقيم تقييما مقتصرا على مدى الوظائف النفعية التي يمكن أن يتكيف لها ، ولكن بمرور الزمن ، ومع تصور نظرة الإنسان إلى الأشياء راح يضفي مسحة جمالية على الأشكال الفخارية ذات الوظيفة الجمالية البحتة فكان مولد فن الفخار بعد أن كان صناعة نفعية وحسب ، إلا أن تطور .
هذا الفن لم يتوقف عند هذا الحد ، فقد استمر في التوسع والتشعب حتى كان في أواخر حضارة البابليين والفرس والرومان علما فريدا له أساتذة وعلماء متخصصون فيه ، حيث أن المشتغلين به لم يقتصروا على أتباع الوسائل التقليدية الموروثة عن الأجيال السالفة ، بل راحوا يستخدمون في ذلك علم الكيمياء والرياضيات ، فكثيرا ما نجد على أقداح الخمر صورا قد تكون عارية وماجنة لتنسجم ونفسيات السكارى ، وربما ودنا الأقداح ذاتها في أشكال نساء عاريات بابليات أو روميات وفارسيات ، في حين نجد الصور التي تزن أقداح الملوك والأمراء ، تمثل صورا لحروبهم وانتصاراتهم وأن كل ذلك لتعايير نفسيه واجتماعية .
وعلى الرغم من كون الفخار علما وصناعة وفنا ، فإن المادة الرئيسة الخام هي أرخص المواد إطلاقا وأكثر ها توفرا فهي ليست سوى الطين ولا عجب في أن يكون الطين المادة الرئيسة الأولى لفن الفخار ، فقد أبدع الخالق العظيم أروع نموذج فني في الكون من الطين ، إلا وهو الإنسان ذلك المخلوق العجيب الغريب الجميل ..
وقد توسع فن الفخار ، علميا وصناعيا ، توسعا كبيرا في عصرنا هذا نظرا لتوسع وتقدم العلوم ذات العلاقة به وتخصص الفنانين في ممارسة ، ولكن بالرغم من ذلك ظلت المكتبة العربية تعاني شحه الكتب التي تبحث في هذا الفن العريق الواسع الانتشار والذي كان للعرب اليد الطولي في تقدمه وتطوره .
ولقد انتقينا الكتاب انتقاء دقيقا ولا سباب مدروسة ملحة ، حيث أنه كتاب يصلح أن يكون لكل القراء - .. - للقارئ الذي يقرأ للمتعة ، وللقارئ الذي يقرأ بحثا عن أسلوب للعمل ، ولهواة ومحترفي فن الفخار . كما أنه يصلح أن يكون كتاب منهجيا للدراسات الأكاديمية والمهنية لما له من شمولية في الموضوع ، والله الموفق
تاريخ مختصر : عن الخزف :-
الشرق الأدنى :
ترسبت المحيطات الطبيعية في الشرق الأدنى منذ القرن السابع قبل الميلاد عن مجموعات خام من العصر الحجري الجديد . فقد وجدت أقدام آثار الخزف المعروف في فلسطين ، أما كشوفات الهاسيكر في الأنضول فهي متأخرة قليلا وتعود إلى القرن السادس قبل الميلاد ، وقد كانت تلك الكشوفات مشكلة باليد وبالتشكل المدور الأساسي . كانت الآنية الأولى مزخرفة ومنها المزين بالخطوط العادية والخطوط المزركشة (( زكزاك )) وبالألماس . استخدمت أيضا رتوش الفخار الملون للتلوين والرسم – الأحمر ، الأصفر الأبيض ، الرمادي ، أو البني القاتم وذلك تبعا لنوع الفخار .
قام الخزافون القدامى بوضع البلور الصخري على سطح أواني الخزف ولا تزيد هذه العملية من ثخانة السطح الخارجي وتجعله قابلا لاحتواء الماء فحسب ، بل تعطيه سطحا أملس ناعما . وتعطي أيضا لمعانا للسطح . كان مركز هذه الحقبة في منطقة تعرف الآن بإيران
- حتى منتصف القرن الخامس قبل الميلاد كانت آسيا الصغرى ( يسمى النتاج بحسب مكان الجودة الأصلي ) ، هناك مناطق أخرى في آسيا الصغرى – روسيا - تميزت بنتاجها أيضا ، وبإمعان النظر إليها عن كثب ، نجد بوضوح أنها قطع غير عادية : فهي تماثيل عبادة . من أجمل قطع هذه المنطقة أوان من إيران وآسيا الصغرى . لم تكن إيران على الأغلب مركزا لصناعة الخزف فقط بل مركزا تجاريا لتوزيع وبيع الآنية والسلع الدينية والدنيوية .
- وفي القرن الرابع قبل الميلاد ظهرت الصحون الأنيقة القليلة السماكة وأكواب وقوارير متنوعة الأحجام . كانت إيران أيضا المكان الأول لمثل هذه الأساليب التقليدية وإنتاج العديد من قطع الخزف . ظهرت النماذج الهندسية جنبا إلى جنب مع الأشكال المصورة للبشر والحيوانات واستخدمت الزخرفة بالأزهار بكثرة وكانت ألوان الزخرفة سوداء أو حمراء . أبدى الخزافون باستخدام عجلة الخزاف بعد سنين عديدة مهارات مماثلة لتلك التابعة لفترة روسيا وكانت الأواني تصنع غير نافذة للماء باستخدام درجة شي عالية . توجد أواني خزف من إيران في متحف اللوفر .
المرجع / كتاب الخزف والفخار
يعتبر الفخار فنا جميلا ومثيرا ، وعلما قائما بذاته ، له نظرياته وتطبيقاته العلمية ، كما أنه يعتبر صناعة عريقة ذات تقنية دقيقة وعالية لما أضافت عليها الحضارات التي مرت عبر العصور التاريخية القديمة والحديثة .
وقد كان الفخار ، قديما ، يقيم تقييما مقتصرا على مدى الوظائف النفعية التي يمكن أن يتكيف لها ، ولكن بمرور الزمن ، ومع تصور نظرة الإنسان إلى الأشياء راح يضفي مسحة جمالية على الأشكال الفخارية ذات الوظيفة الجمالية البحتة فكان مولد فن الفخار بعد أن كان صناعة نفعية وحسب ، إلا أن تطور .
هذا الفن لم يتوقف عند هذا الحد ، فقد استمر في التوسع والتشعب حتى كان في أواخر حضارة البابليين والفرس والرومان علما فريدا له أساتذة وعلماء متخصصون فيه ، حيث أن المشتغلين به لم يقتصروا على أتباع الوسائل التقليدية الموروثة عن الأجيال السالفة ، بل راحوا يستخدمون في ذلك علم الكيمياء والرياضيات ، فكثيرا ما نجد على أقداح الخمر صورا قد تكون عارية وماجنة لتنسجم ونفسيات السكارى ، وربما ودنا الأقداح ذاتها في أشكال نساء عاريات بابليات أو روميات وفارسيات ، في حين نجد الصور التي تزن أقداح الملوك والأمراء ، تمثل صورا لحروبهم وانتصاراتهم وأن كل ذلك لتعايير نفسيه واجتماعية .
وعلى الرغم من كون الفخار علما وصناعة وفنا ، فإن المادة الرئيسة الخام هي أرخص المواد إطلاقا وأكثر ها توفرا فهي ليست سوى الطين ولا عجب في أن يكون الطين المادة الرئيسة الأولى لفن الفخار ، فقد أبدع الخالق العظيم أروع نموذج فني في الكون من الطين ، إلا وهو الإنسان ذلك المخلوق العجيب الغريب الجميل ..
وقد توسع فن الفخار ، علميا وصناعيا ، توسعا كبيرا في عصرنا هذا نظرا لتوسع وتقدم العلوم ذات العلاقة به وتخصص الفنانين في ممارسة ، ولكن بالرغم من ذلك ظلت المكتبة العربية تعاني شحه الكتب التي تبحث في هذا الفن العريق الواسع الانتشار والذي كان للعرب اليد الطولي في تقدمه وتطوره .
ولقد انتقينا الكتاب انتقاء دقيقا ولا سباب مدروسة ملحة ، حيث أنه كتاب يصلح أن يكون لكل القراء - .. - للقارئ الذي يقرأ للمتعة ، وللقارئ الذي يقرأ بحثا عن أسلوب للعمل ، ولهواة ومحترفي فن الفخار . كما أنه يصلح أن يكون كتاب منهجيا للدراسات الأكاديمية والمهنية لما له من شمولية في الموضوع ، والله الموفق
تاريخ مختصر : عن الخزف :-
الشرق الأدنى :
ترسبت المحيطات الطبيعية في الشرق الأدنى منذ القرن السابع قبل الميلاد عن مجموعات خام من العصر الحجري الجديد . فقد وجدت أقدام آثار الخزف المعروف في فلسطين ، أما كشوفات الهاسيكر في الأنضول فهي متأخرة قليلا وتعود إلى القرن السادس قبل الميلاد ، وقد كانت تلك الكشوفات مشكلة باليد وبالتشكل المدور الأساسي . كانت الآنية الأولى مزخرفة ومنها المزين بالخطوط العادية والخطوط المزركشة (( زكزاك )) وبالألماس . استخدمت أيضا رتوش الفخار الملون للتلوين والرسم – الأحمر ، الأصفر الأبيض ، الرمادي ، أو البني القاتم وذلك تبعا لنوع الفخار .
قام الخزافون القدامى بوضع البلور الصخري على سطح أواني الخزف ولا تزيد هذه العملية من ثخانة السطح الخارجي وتجعله قابلا لاحتواء الماء فحسب ، بل تعطيه سطحا أملس ناعما . وتعطي أيضا لمعانا للسطح . كان مركز هذه الحقبة في منطقة تعرف الآن بإيران
- حتى منتصف القرن الخامس قبل الميلاد كانت آسيا الصغرى ( يسمى النتاج بحسب مكان الجودة الأصلي ) ، هناك مناطق أخرى في آسيا الصغرى – روسيا - تميزت بنتاجها أيضا ، وبإمعان النظر إليها عن كثب ، نجد بوضوح أنها قطع غير عادية : فهي تماثيل عبادة . من أجمل قطع هذه المنطقة أوان من إيران وآسيا الصغرى . لم تكن إيران على الأغلب مركزا لصناعة الخزف فقط بل مركزا تجاريا لتوزيع وبيع الآنية والسلع الدينية والدنيوية .
- وفي القرن الرابع قبل الميلاد ظهرت الصحون الأنيقة القليلة السماكة وأكواب وقوارير متنوعة الأحجام . كانت إيران أيضا المكان الأول لمثل هذه الأساليب التقليدية وإنتاج العديد من قطع الخزف . ظهرت النماذج الهندسية جنبا إلى جنب مع الأشكال المصورة للبشر والحيوانات واستخدمت الزخرفة بالأزهار بكثرة وكانت ألوان الزخرفة سوداء أو حمراء . أبدى الخزافون باستخدام عجلة الخزاف بعد سنين عديدة مهارات مماثلة لتلك التابعة لفترة روسيا وكانت الأواني تصنع غير نافذة للماء باستخدام درجة شي عالية . توجد أواني خزف من إيران في متحف اللوفر .
المرجع / كتاب الخزف والفخار
احمدصلاح خطاب- عدد المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 02/12/2009
العمر : 39
الموقع : http://kenanaonline.com/ahmedsalahkhtab
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى